اميرالنجف- .
- الجنس : عدد المساهمات : 206
نقاط : 22416
تاريخ التسجيل : 28/10/2012
من طرف اميرالنجف السبت نوفمبر 10, 2012 3:41 pm
الفصل الثاني
في ولادة عيسى (عليه السلام) و في معجزاته و نقش خاتمه و طرف مما يلائم ذلك
الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : لم يعش مولود قط لستة أشهر غيرالحسين (عليه السلام) و عيسى ابن مريم (عليه السلام) .
و فيه عن حفص بن غياث قال : رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يتخلل بساتين الكوفة فانتهى إلى نخلة فتوضأ عندها ثم ركع و سجد فأحصيت في سجوده خمسمائة تسبيحة ثم استند إلى نخلة فدعا بدعوات ثم قال يا حفص إنها و الله النخلة التي قال الله جل ذكره لمريم (عليه السلام) وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا .
تفسير علي بن إبراهيم وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا قال خرجت إلى النخلة اليابسة فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً قال في محرابها فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا يعني جبرئيل (عليه السلام) فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا فقال جبرئيل إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا فأنكرت ذلك لأنه لم يكن في العادة أن تحمل المرأة من غير فحل ف قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَ لَمْ أَكُ بَغِيًّا و لم يعلم جبرئيل (عليه السلام) أيضا كيفية القدرة فقال لها كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ .
قال فنفخ في جيبها فحملت بعيسى في الليل فوضعته في الغداة و كان حملها تسع ساعات جعل الله لها الشهور ساعات ثم ناداها جبرئيل (عليه السلام) وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ أي هزي النخلة اليابسة و كان ذلك اليوم سوقا فاستقبلتها الحاكة و كانت الحياكة أنيل أي أنفع صناعة في ذلك الزمان فأقبلوا على بغال شهب فقالت لهم مريم أين النخلة اليابسة فاستهزءوا بها و زجروها فقالت لهم جعل الله كسبكم نزرا أي قليل النفع و جعلكم في الناس عارا فاستقبلوها قوم من التجار فدلوها على النخلة اليابسة فقالت لهم جعل الله البركة في كسبكم و أحوج الناس إليكم
[405]
فلما بلغت النخلة أخذها المخاض فوضعت عيسى (عليه السلام) .
فلما نظرت إليه قالت يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَ كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا ما ذا أقول لخالي و ما ذا أقول لبني إسرائيل فنادها عيسى من تحتها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا أي نهرا و حركي النخلة تساقط عليك رطبا جنيا .
و كانت النخلة قد يبست منذ دهر فمدت يدها إلى النخلة فأورقت و أثمرت و سقط عليها الرطب الطري فطابت نفسها .
و قال لها عيسى قمطيني ثم افعلي كذا و كذا فقمطته و سوته و قال لها عيسى فَكُلِي وَ اشْرَبِي وَ قَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً و صمتا كذا نزلت فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا .
ففقدوها في المحراب فخرجوا في طلبها و خرج زكريا فأقبلت و هو في صدرها و أقبلن مؤمنات بني إسرائيل يبسرن في وجهها فلم تكلمهن حتى دخلت في محرابها فجاء إليها بنو إسرائيل و زكريا قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَ ما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا و معنى قوله يا أُخْتَ هارُونَ إن هارون كان رجلا زانيا فاسقا فشبهوها به من أين هذا البلاء الذي جئتي فَأَشارَتْ إلى عيسى في المهد ف قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا فأنطق الله عيسى (عليه السلام) فقال إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا ... الآية .
الأمالي بإسناده إلى علي بن الحسين (عليه السلام) قال : إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس إنها الزوراء فسيروا و جنبوا عنها فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة فلما أتى يمنة السواد إذا هو براهب في صومعة له فقال له الراهب لا تنزل هذه الأرض بجيشك قال و لم قال لأنها لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي يقاتل في سبيل الله عز و جل هكذا نجد في كتبنا فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) أنا وصي سيد الأنبياء و سيد الأوصياء فقال له الراهب فأنت إذا أصلع قريش و وصي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له أمير المؤمنين أنا ذاك فنزل الراهب إليه فقال له خذ على شرائع الإسلام إني وجدت في الإنجيل نعتك و إنك تنزل أرض براثا بيت مريم و أرض عيسى (عليه السلام)
[406]
فأتى أمير المؤمنين موضعا فلكزه برجله فانبجست عين خرارة فقال هذه عين مريم التي انبعثت لها ثم قال اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعا فكشف فإذا هو بصخرة بيضاء فقال علي (عليه السلام) على هذه الصخرة وضعت مريم عيسى من عاتقها و صلت هاهنا ثم قال أرض براثا هذه بيت مريم (عليها السلام) .
التهذيب عن علي بن الحسين (عليه السلام) في قوله تعالى فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا قال : خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء فوضعته في موضع قبرالحسين (عليه السلام) ثم رجعت من ليلتها .
علل الشرائع عن وهب قال : لما جاء المخاض مريم (عليه السلام) إلى جذع النخلة اشتد عليها البرد فعمد يوسف النجار إلى حطب فجعله حولها كالحضيرة ثم أشعل فيه النار فأصابتها سخونة الوقود من كل ناحية حتى دفئت و كسر لها سبع جوزات وجدهن في خرجه فأطعمها فمن أجل ذلك توقد النصارى النار في ليلة الميلاد و تلعب بالجوز .
و عن الباقر (عليه السلام) : أن إبليس أتى ليلة ميلاد عيسى (عليه السلام) فقيل له قد ولد الليلة ولد لم يبق على وجه الأرض صنم إلا خر لوجهه و أتى المشرق و المغرب يطلبه فوجده في بيت دير قد حفت به الملائكة فذهب يدنو فصاحت الملائكة تنح فقال لهم من أبوه فقالت الملائكة فمثله كمثل آدم فقال إبليس لأضلن به أربعة أخماس الناس.
و عنه (عليه السلام) : لما قالت العواتق الفرية على مريم و هن سبعون لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا أنطق الله عيسى (عليه السلام) عند ذلك فقال لهن ويلكن تفترين على أمي إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ و أقسم بالله لأضربن كل امرأة منكن حدا بافترائكن على أمي قال الحكم فقلت للباقر (عليه السلام) أ فضربهن عيسى بعد ذلك قال نعم و لله الحمد و المنة .
علل الشرائع بإسناده عن وهب اليماني قال : إن يهوديا سأل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا محمد كنت في أم الكتاب نبيا قبل أن تخلق قال نعم قال و هؤلاء أصحابك مثبتون معك قبل أن يخلقوا قال نعم قال فما شأنك لم تتكلم بالحكمة حين خرجت من بطن أمك كما تكلم عيسى ابن مريم على زعمك و كنت قبل ذلك نبيا فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنه ليس أمري كأمر عيسى ابن مريم خلقه الله عز و جل من أم ليس له أب كما خلق آدم من غير أب و لا أم و لو أن عيسى خرج من بطنها و لم ينطق
[407]
بالحكمة لم يكن لأمه عذر عند الناس و قد أتت به من غير أب و كانوا يأخذونها كما يأخذون من المحصنات فجعل الله منطقه عذرا لأمه .
و عن الرضا (عليه السلام) قال : كانت نخلة مريم (عليها السلام) العجوة و نزلت في كانون.
أقول : اختلف في أنه لم سمي بالمسيح فقيل لأنه مسح باليمن و البركة .
و قيل لأنه مسح بالتطهير من الذنوب .
و قيل : إنه كان لا يمسح ذا عاهة بيده إلا برأه .
و قيل لأنه مسحه جبرئيل (عليه السلام) بجناحه وقت ولادته لتكون عوذة من الشيطان و في تفسير العياشي أن أصحاب عيسى سألوه أن يحيي لهم ميتا قال فأتى بهم إلى قبر سام بن نوح فقال له قم بإذن الله يا سام بن نوح فانشق القبر ثم أعاد الكلام فخرج سام بن نوح فقال له عيسى أيما أحب إليك تبقى أو تعود فقال يا روح الله أعود إني لأجد حرقة الموت و قال لذعة الموت في جوفي إلى يومي هذا .
و فيه عن أبان بن تغلب قال : سئل أبو عبد الله هل كان عيسى ابن مريم أحيا أحدا بعد موته حتى كان له أكل و رزق و مدة و ولد قال فقال نعم إنه كان له صديق مؤاخ له في الله و كان عيسى يمر به فينزل عليه و إن عيسى غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه فخرجت إليه أمه فقالت مات يا رسول الله فقال لها أ تحبين أن تريه قالت نعم قال إذا كان غدا أتيتك حتى أحييه بإذن الله فلما كان من الغد أتاها فقال انطلقي معي إلى قبره فانطلقا إلى قبره فوقف عيسى ثم دعا الله فانفرج القبر و خرج ابنها حيا فلما رأته أمه و رآها بكيا فرحمهما عيسى فقال أ تحب أن تبقى مع أمك في الدنيا قال يا رسول الله بأكل و رزق و مدة أو بغير مدة و لا رزق و لا أكل فقال له عيسى بل بأكل و رزق و مدة تعمر عشرين سنة و تزوج و يولد لك قال نعم قال فدفعه عيسى إلى أمه فعاش عشرين سنة و تزوج و ولد له .
[408]
و في تفسير الحسن العسكري (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا عباد الله إن قوم عيسى (عليه السلام) لما سألوه أن ينزل مائدة من السماء قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ فأنزلها عليهم فمن كفر بعد مسخه الله إما خنزيرا و إما قردا و إما دبا و إما هرا و إما على صورة بعض الطيور و الدواب التي في البحر حتى مسخوا على أربعمائة نوع من المسخ .
و قال أبو جعفر (عليه السلام) : المائدة التي نزلت على بني إسرائيل مدلاة بسلاسل من ذهب عليها تسعة ألوان و تسعة أرغفة .
و قيل لعيسى ما لك لا تتزوج قال و ما أصنع بالتزويج قيل يولد لك قال و ما أصنع بأولاد إن عاشوا افتتنونا و إن ماتوا أحزنونا .
و قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه : و إن شئت قلت في عيسى ابن مريم (عليه السلام) فلقد كان يتوسد الحجر و يلبس الخشن و كان إدامه الجوع و سراجه بالليل القمر و ظلاله في الشتاء مشارق الأرض و مغاربها و فاكهته ريحانة ما أنبتت الأرض للبهائم و لم تكن له زوجة تفتنه و لا ولد يحزنه و لا مال يتلفه و لا طمع يذله و دابته رجلاه و خادمه يداه .
و في إرشاد القلوب : قال عيسى خادمي يداي و دابتي رجلاي و فراشي الأرض و وسادي الحجر و دفئي في الشتاء مشارق الأرض و سراجي بالليل القمر و إدامي الجوع و شعاري الخوف و لباسي الصوف و فاكهتي و ريحانتي ما أنبتت الأرض للوحوش و الأنعام أبيت و ليس لي شيء و أصبح و ليس لي شيء و ليس على وجه الأرض أحد أغنى مني .
أقول : معنى قوله و إدامي الجوع إني لا آكل شيئا إلا بعد شدة الجوع و الاشتياق إليه و لا آكل إلا إذا كان هكذا يكون مستلذا و يكون كأنه مع الإدام و المراد بقوله أغنى مني غنى النفس و عدم الحاجة إلى الناس .
و روىالمفضل عن الصادق (عليه السلام) : أن بقاع الأرض تفاخرت ففخرت الكعبة على البقعة بكربلاء فأوحى الله إليها اسكني و لا تفخري عليها فإنها البقعة المباركة التي نودي منها موسى من الشجرة و إنها الربوة التي أوت إليها مريم و المسيح (عليه السلام) و إن الدالية التي غسل فيها رأس الحسين (عليه السلام) فيها و فيها غسلت مريم عيسى و اغتسلت لولادتها .
كتاب التمحيص عن سدير قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) هل يبتلي الله المؤمن
[409]
فقال و هل يبتلى إلا المؤمن حتى إن صاحب يس قال يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ كان مكنعا قلت و ما المكنع قال كان به الجذام.
الأمالي عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول إن عيسى روح الله مر بقوم مجلبين فقال ما لهؤلاء قيل يا روح الله إن فلانة بنت فلان تهدى إلى فلان ابن فلان في ليلتها هذه قال يجلبون اليوم و يبكون غدا فقال قائل منهم و لم يا رسول الله قال لأن صاحبتهم ميتة في ليلتها هذه فقال القائلون بمقالته صدق الله و صدق رسوله و قال أهل النفاق و ما أقرب غدا فلما أصبحوا جاءوا فوجدوها على حالها لم يحدث بها شيء فقالوا يا روح الله إن التي أخبرتنا أمس أنها ميتة لم تمت فقال عيسى يفعل الله ما يشاء فاذهبوا بنا إليها فذهبوا يتسابقون حتى قرعوا الباب فخرج زوجها فقال له عيسى استأذن لي على صاحبتك فدخل إليها فأخبرها أن روح الله و كلمته بالباب مع عدة قال فتخدرت فدخل عليها فقال لها ما صنعت ليلتك هذه قالت لم أصنع شيئا إلا و قد كنت أصنعه فيما مضى إنه كان يعترينا سائل في كل ليلة جمعة فنعطيه ما يقوته إلى مثلها و إنه جاءني في ليلتي هذه و أنا مشغولة بأمري و أهلي في مشاغيل و هتف فلم يجبه أحد ثم هتف فلم يجب حتى هتف مرارا فلما سمعت مقالته قمت متنكرة حتى أنلته كما كنا ننيله فقال لها تنحي عن مجلسك فإذا تحت ثيابها أفعى مثل الجذع عاض على ذنبه فقال (عليه السلام) بما صنعت صرف عنك هذا .
أقول : ورد في الأخبار عن السادة الأئمة الأطهار أن العلم الذي يخبر به الأنبياء (عليهم السلام) عن الله تعالى لا بد من وقوعه لئلا يلزم تكذيب الأنبياء (عليهم السلام) و هذا الحديث ينافيه ظاهرا و يمكن الجواب أن هذا و أمثاله مما ترتب عليه و ظهر منه إعجاز عيسى و رفع الكذب عنه .
و قد وقع مثل هذا في إخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و الجواب واحد .
البصائر بإسناده إلى أبي عبد الله بن الوليد قال : قال أبو عبد الله ما يقول أصحابك فيأمير المؤمنين (عليه السلام) و عيسى و موسى (عليه السلام) أيهم أعلم قال قلت ما يقدمون على أولي العزم أحدا قال أما إنك لو خاصمتهم بكتاب الله لحججتهم قال
[410]
قلت و أين هذا في كتاب الله قال إن الله قال في موسى وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً و لم يقل كل شيء و قال في عيسى وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ و لم يقل كل شيء و قال في صاحبكم كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ .
تفسير علي بن إبراهيم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال الحسن فيما ناظر به ملك الروم كان عمر عيسى في الدنيا ثلاث و ثلاثين سنة ثم رفعه الله إلى السماء و يهبط إلى الأرض بدمشق و هو الذي يقتل الدجال .
عيون الأخبار بإسناده إلى الرضا (عليه السلام) قال : كان نقش خاتم عيسى حرفين اشتقهما من الإنجيل طوبى لعبد ذكر الله من أجله و ويل لعبد نسي الله من أجله .
إكمال الدين عن الباقر (عليه السلام) قال : إن الله تبارك و تعالى أرسل عيسى إلى بني إسرائيل خاصة و كانت نبوته ببيت المقدس و كان من بعده من الحواريين اثنا عشر.
يقول مؤلف الكتاب أيده الله تعالى قد تعارضت الأخبار في عموم رسالة أولي العزم إلى كافة الناس خصوصا موسى و عيسى .
ففي بعض الأخبار أن رسالتهما عامة و الأنبياء الذين كانوا في عصرهم أمروا بتبليغ شرائعهم و في بعضها كما في الخبر و لعل الأقوى هو الأول .
و يئول هذا الحديث و ما بمعناه على إرادة إرساله بالذات إلى بني إسرائيل كما يقال في نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) إنه رسول العرب و رسول أهل مكة إذ لا خلاف في عموم رسالته إلى كافة المخلوقات .
قصص الراوندي بإسناده إلى أبي عبد الله بن سنان قال : سأل أبي أبا عبد الله (عليه السلام) هل كان عيسى يصيبه ما يصيب ولد آدم قال نعم و لقد كان يصيبه وجع الكبار في صغره و يصيبه وجع الصغر في كبره و يصيبه المرض و كان إذا مسه وجع الخاصرة في صغره و هو من علل الكبار قال لأمه ابغي لي عسلا و شونيزا و زيتا فتعجنين به ثم ائتيني به فأتته فكرهه فتقول لم تكرهه و قد طلبته فيقول هاتيه وصفته لك بعلم النبوة و أكرهته لجزع الصبا و يشم الدواء ثم يشربه بعد ذلك .
و عنه (عليه السلام) : أن عيسى كان يبكي بكاء شديدا فلما أعيت مريم (عليها السلام) بشدة بكائه قال لها خذي من لحا هذه الشجرة فاجعلي وجورا ثم اسقينيه فإذا سقي
[411]
بكى بكاء شديدا فتقول مريم ما ذا أمرتني فيقول يا أماه علم النبوة و ضعف الصبا.
عيون الأخبار عن الرضا (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليكم بالعدس فإنه مقدس مبارك يرقق القلب و يكثر الدمعة و قد بارك الله فيه سبعون نبيا آخرهم عيسى ابن مريم (عليه السلام) .
الكافي عن داود الرقي قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول اتقوا الله و لا يحسد بعضكم بعضا إن عيسى ابن مريم كان في شرائعه السيح في البلاد فخرج في بعض سيحه و معه رجل من أصحابه قصير و كان كثير اللزوم لعيسى ابن مريم (عليه السلام) فلما انتهى عيسى إلى البحر قال بسم الله بصحة يقين منه فمشى على ظهر الماء فقال الرجل القصير حين نظر إلى عيسى جازه بسم الله بصحة يقين منه فمشى على الماء فلحق بعيسى فدخله العجب بنفسه فقال هذا عيسى روح الله يمشي على الماء و أنا أمشي على الماء فما فضله علي قال فرمس في الماء فاستغاث بعيسى فتناوله من الماء فأخرجه ثم قال له ما قلت يا قصير قال قلت هذا روح الله يمشي على الماء و أنا أمشي على الماء فدخلني من ذلك عجب فقال له عيسى (عليه السلام) لقد وضعت نفسك في غير الموضع الذي وضعك الله به فمقتك الله على ما قلت فتب إلى الله عز و جل قال فتاب الرجل و رجع إلى مرتبته التي وضعه الله فاتقوا الله و لا يحسد بعضكم بعضا .
و عنه (عليه السلام) : أن عيسى (عليه السلام) لما أن مر على شاطئ البحر رمى بقرص من قوته في البحر فقال له بعض الحواريين يا روح الله و كلمته لم فعلت هذا و إنما هو من قوتك قال فعلت هذا لدابة تأكله من دواب الماء و ثوابه عند الله عظيم .
[412]