باب فيه قصص سليمان (عليه السلام)
الفصل الأول
في فضله و مكارم أخلاقه و جمل من أحواله
الفصل الأول
في فضله و مكارم أخلاقه و جمل من أحواله
إكمال الدين للصدوق رحمه الله تعالى عن الصادق (عليه السلام) : أن داود (عليه السلام) أراد أن يستخلف ابنه (عليه السلام) لأن الله تعالى أمره بذلك فقال بنو إسرائيل يستخلف علينا حدثا فدعا أسباط بني إسرائيل فقال لهم قد بلغني مقالتكم فأروني عصيكم فأي عصا أثمرت فصاحبها ولي الأمر بعدي فرضوا بذلك و أدخلوا عصيهم بيتا فأصبحوا و قد أورقت عصا سليمان و أثمرت فسلموا ذلك لداود ثم إن سليمان أخفى أمره و استتر من شيعته ما شاء الله ثم إن امرأته قالت له ذات يوم بأبي أنت و أمي ما أكمل خصالك و أطيب ريحك و لا أعلم لك خصلة أكرهها إلا في مئونة أبي فلو دخلت السوق فتعرضت لرزق الله رجوت أن لا يخيبك فقال لهاسليمان (عليه السلام) ما عملت عملا قط و لا أحسنه فدخل السوق فجال يومه ذلك ثم رجع فلم يصب شيئا فقال لها ما أصبت شيئا قالت لا عليك إن لم يكن اليوم كان غدا فلما كان من الغد رجع إلى السوق و جال فيه فلم يقدر على شيء فرجع و أخبرها فقالت يكون غدا إن شاء الله فلما كان في اليوم الثالث مضى حتى انتهى إلى ساحل البحر فإذا هو بصياد فقال له هل لك أن أعينك و تعطيني شيئا قال نعم فأعانه
[360]
فلما فرغ أعطاه الصياد سمكتين فأخذهما و شق بطن إحداهما فإذا هو بخاتم في بطنها فجاء إلى منزله و هو واضع الخاتم في ثوبه فقالت له امرأته إني أريد أن تدعو أبوي حتى يعلما أنك قد كسبت فدعاهما فأكلا معه فلما فرغوا أخرج خاتمه فلبسه فخر عليه الطير و الريح و غشيه الملك و حمل الجارية و أبويها إلى بلاد إصطخر و اجتمعت الشيعة و استبشروا به ففرج الله عنه ما كانوا فيه من حيرة غيبته فلما حضرته الوفاة أوصى إلى آصف بن برخيا فلم يزل بين الشيعة يأخذون عنه ثم غيب الله آصف غيبة طال أمدها ثم ظهر لهم فبقي بين قومه ما شاء الله ثم إنه ودعهم فقالوا له أين الملتقى قال على الصراط و غاب عنهم ما شاء الله و اشتدت البلوى على بني إسرائيل بغيبته و تسلط عليهم بختنصر الحديث .
أقول : ورد في حديث آخر أن وقعه على الخاتم في بطن السمكة كان بعد أن سلب منه الملك أخذ الشياطين خاتمه و ألقوه في البحر .
الإحتجاج في حديث الزنديق الذي سأل الصادق (عليه السلام) عن مسائل : و كان فيما سأله كيف صعدت الشياطين إلى السماء و هم أمثال الناس في الخلقة و الكثافة و قد كانوا يبنون لسليمان بن داود (عليه السلام) من البناء ما يعجز عنه ولد آدم قال (عليه السلام) غلظوا لسليمان كما سخروا و هم خلق رقيق غذاؤهم التسنيم و الدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع و لا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء إليها لا بسلم و لا بسبب .
الكافي عن أبي الحسن (عليه السلام) قال : كان لسليمان بن داود (عليه السلام) ألف امرأة في قصر واحد و ثلاثمائة مهيرة و سبعمائة سرية و يطيف بهن في كل يوم و ليلة .
أقول : يحتمل طواف الزيارة و الأظهر أنه طواف الجماع.
و قال (عليه السلام) : كان ملك سليمان ما بين الشامات إلى بلاد إصطخر و كان (عليه السلام) يطعم أضيافه اللحم بالحوارى و يطعم عياله الخشكار و يأكل هو الشعير غير المسحول .
أقول : الحوارى الخبز الأبيض كما أن الخشكار الخبز الأسود.
قصص الراوندي بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً قال : كانوا ثمانين رجلا و سبعين امرأة ملازمين للمحراب
[361]
فلما قبض داود ولي سليمان و علم منطق الطير و سخر له الجن و الإنس و كان لا يسمع بملك في ناحية الأرض إلا أتاه حتى يذله و يدخله في دينه و سخر له الريح فكان إذا خرج إلى مجلسه عكف عليه الطير و قام الجن و الإنس و كان إذا أراد أن يغزو أمر بمعسكره فضرب له بساط من الخشب و جعل عليه الدواب و الناس و آلة الحرب كلها حتى إذا حمل معه ما يريد أمر العاصف من الريح فدخلت الخشب فحملته حتى تنتهي به إلى حيث يريد و كان غدوها شهرا و رواحها شهرا .
و فيه عن الأصبغ قال : خرج سليمان بن داود (عليه السلام) من بيت المقدس و معه ثلاثمائة ألف كرسي عن يمينه عليها الإنس و ثلاثمائة ألف كرسي عن يساره عليها الجن و أمر الطير فأظلتهم و أمر الريح فحملتهم حتى وردت بهم المدائن ثم رجع و بات في إصطخر ثم غدا فانتهى إلى جزيرة بركادان ثم أمر الريح فخفضتهم حتى كادت أقدامهم تصيب الماء فقال بعضهم لبعض هل رأيت ملكا أعظم من هذا فنادى ملك من السماء لثواب تسبيحة واحدة أعظم مما رأيتم.
و فيه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : كان لسليمان حصن بناه الشياطين له فيه ألف بيت في كل بيت منكوحة منهن سبعمائة أمة قبطية و ثلاثمائة حرة مهيرة فأعطاه الله تعالى قوة أربعين رجلا في مباضعة النساء و كان يطوف بهن جميعا و يسعفهن و كان سليمان يأمر الشياطين فتحمل له الحجارة من موضع إلى موضع فقال لهم إبليس كيف أنتم قالوا ما لنا طاقة بما نحن فيه فقال إبليس أ ليس تذهبون بالحجارة و ترجعون فراغا قالوا نعم قال فأنتم في راحة فأبلغت الريح سليمان ما قال إبليس للشياطين فأمرهم يحملون الحجارة ذاهبين و يحملون الطين راجعين إلى موضعها فتراءى لهم إبليس فقال كيف أنتم فشكوا إليه فقال أ لستم تنامون بالليل قالوا بلى قال فأنتم في راحة فأبلغت الريح ما قالت الشياطين و إبليس فأمرهم أن يعملوا بالليل و النهار فما لبثوا يسيرا حتى ماتسليمان (عليه السلام) قال و خرج سليمان معه الجن و الإنس يستسقي فمر بنملة عرجاء ناشرة جناحها رافعة أيديها و هي تقول اللهم إنا خلق من خلقك لا غناء بنا عن رزقك فلا تؤاخذنا بذنوب بني آدم و اسقنا فقال سليمان (عليه السلام) لمن كان معه ارجعوا فقد شفع فيكم غيركم .
[362]
تفسير علي بن إبراهيم عن أبي الحسن (عليه السلام) قال : ما بعث الله نبيا قط إلا عاقلا و بعض النبيين أرجح من بعض و ما استخلف داود سليمان حتى اختبر عقله و استخلف داود سليمان و هو ابن ثلاث عشرة سنة و مكث في ملكه أربعين سنة و ملك ذو القرنين و هو ابن اثنتي عشرة سنة و مكث في ملكه ثلاثين سنة.
المحاسن للبرقي عن أبي الحسن (عليه السلام) قال : إن سليمان بن داود (عليه السلام) أتته امرأة عجوز مستعدية على الريح فقال لها ما دعاك إلى ما صنعت بهذه المرأة قالت إن رب العزة بعثني إلى سفينة بني فلان لأنقذها من الغرق و كانت قد أشرفت على الغرق فخرجت في عجلتي إلى ما أمرني الله به و مررت بهذه المرأة و هي على سطحها فعثرت بها و لم أردها فسقطت فانكسرت يدها فقال سليمان (عليه السلام) يا رب بما أحكم على الريح فأوحى الله إليه يا سليمان احكم بأرش كسر هذه المرأة على أرباب السفينة التي أنقذتها الريح من الغرق فإنه لا يظلم لدي أحد من العالمين .
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : آخر نبي يدخل الجنة سليمان بن داود (عليه السلام) و ذلك لما أعطي في الدنيا .
و عن أبي جعفر (عليه السلام) : قال إن سليمان قد حج البيت في الجن و الإنس و الطير و الرياح و كسا البيت القباطي و هو أول من كسا البيت الثياب .
و روي أن الريح كانت تغدو من دمشق فتقيل بإصطخر من أرض أصفهان و بينهما مسيرة شهر للمسرع و تروح من إصطخر فتبيت بكابل و بينهما مسيرة شهر تحمله الريح مع جنوده أعطاه الله الريح بدلا من الصافنات الجياد .
و روي أن داود (عليه السلام) لما شرع في بناء بيت المقدس لم يتمه فأحب سليمان أن يتمه بعده .
فجمع الجن و الشياطين فقسم عليهم الأعمال فأرسل الجن و الشياطين في تحصيل الرخام و المها الأبيض الصافي من معادنه و أمر ببناء المدينة من الرخام و الصفاح و جعلها اثني عشر ربضا و أنزل كل ربض منها سبطا من الأسباط .
فلما فرغ من بناء المدينة ابتدأ في بناء المسجد فوجه الشياطين فرقة فرقة يستخرجون الذهب و اليواقيت من معادنها و فرقة يعلقون الجواهر و الأحجار من أماكنها و فرقة يأتونه بالمسك و العنبر و سائر الطيب و فرقة يأتونه بالدر من البحار فأوتي بشيء من ذلك لا يحصيه إلا الله .
[363]
ثم أحضر الصناع و أمرهم بنحت تلك الأحجار حتى يصيرها ألواحا و معالجة تلك الجواهر و اللئالئ .
و بنى سليمان المسجد بالرخام الأبيض و الأصفر و الأخضر و عمده بأساطين المها الصافي و سقفه بألواح الجواهر و فضض سقوفه و حيطانه باللئالئ و اليواقيت و بسط أرضه بألواح الفيروزج فلم يكن في الأرض بيت أبهى و لا أنور منه كان يضيء في الظلمة كالقمر ليلة البدر .
فلما فرغ منه جمع إليه خيار بني إسرائيل فأعلمهم أنه بناه الله تعالى و اتخذ ذلك اليوم الذي فرغ منه عيدا .
فلم يزل بيت المقدس على ما بنى سليمان حتى غزا بختنصر بني إسرائيل فخرب المدينة و هدمها و نقض المسجد و أخذ ما في سقوفه و حيطانه من الذهب و الدر و الياقوت و الجوهر فحملها إلى دار مملكته من أرض العراق .
و روي أنهم كانوا يعملون صور السباع و البهائم على كرسيه ليكون أهيب له فذكر أنهم صوروا أسدين من أسفل كرسيه و نسرين فوق عمود كرسيه فكان إذا أراد أن يصعد الكرسي بسط الأسدان ذراعيهما و إذا علا على الكرسي نشر النسران أجنحتهما فظللاه من الشمس .
و يقال إن ذلك كان مما لا يعرفه أحد من الناس. فلما حاول بختنصر صعود الكرسي بعد سليمان في حين غلب على بني إسرائيل لم يعرف كيف كان يصعد سليمان فرفع الأسد ذراعيه فضرب ساقه فقدها فخر مغشيا عليه فما جسر بعده أحد أن يصعد ذلك الكرسي .
و عن الرضا (عليه السلام) : كان نقش خاتم سليمان سبحان من ألجم الجن بكلماته .
و أوحى الله تعالى إليه و هو يسير ما بين السماء و الأرض أني قد زدت في ملكك أنه لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء إلا جاءت به الريح فأخبرتك به .
و نسجت الشياطين لسليمان (عليه السلام) بساطا فرسخا في فرسخ ذهبا في إبريسم و كان يوضع فيه منبر من ذهب في وسط البساط فيقعد عليه و حوله ثلاثة آلاف كرسي من ذهب و فضة فيقعد الأنبياء على كراسي الذهب و العلماء على كراسي الفضة و حولهم الناس و حول الناس الجن و الشياطين و تظللها الطير بأجنحتها حتى لا يقع عليه الشمس
[364]
الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : خرجأمير المؤمنين (عليه السلام) ذات ليلة بعد العتمة و هو يقول همهمة همهمة و ليلة مظلمة خرج عليكم الإمام عليه قميص آدم و في يده خاتم سليمان و عصا موسى (عليه السلام) .
و عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال : القنزعة التي على رأس القنبرة من مسحة سليمان بن داود (عليه السلام) و ذلك أن الذكر أراد أن يسفد أنثاه فامتنعت عليه فقال لها لا تمنعيني ما أريد إلا أن يخرج الله عز و جل مني نسمة يذكر به فأجابته إلى طلبه فلما أرادت أن تبيض قال لها تريدين أن تبيضي فقالت لا أدري أنحيه عن الطريق قال لها إني أخاف أن يمر بك مار الطريق و لكني أرى ذلك أن تبيضي قرب الطريق فمن يراك قربه توهم أنت تتعرضين للقط الحب من الطريق فأجابته إلى ذلك و باضت و حضنت حتى أشرفت على النقاب فبينا هما كذلك إذ طلع سليمان في جنوده و الطير تظله فقالت له هذا سليمان قد طلع علينا بجنوده و لا آمن أن يحطمنا و يحطم بيضنا فقال لها إن سليمان (عليه السلام) لرجل رحيم فهل عندك شيء خبيته لفراخك إذا نقبن قالت نعم عندي جرادة خبأتها منك أنتظر بها فراخي إذا نقبن فهل عندك أنت شيء قال نعم عندي تمرة خبأتها منك لفراخي قالت فخذ أنت تمرتك و آخذ أنا جرادتي و نعرض لسليمان (عليه السلام) فنهديها له فإنه رجل يحب الهدية فأخذ التمرة في منقاره و أخذت هي الجرادة في رجليها ثم تعرضوا لسليمان (عليه السلام) فلما رآهما و هو على عرشه بسط يده لهما فأقبلا فوقع الذكر على اليمين و وقعت الأنثى على اليسار و سألهما عن حالهما فأخبراه فقبل هديتهما و جنب جنده عنهما و عن بيضهما و مسح على رأسيهما و دعا لهما بالبركة فحدثت القنزعة على رأسيهما من مسحة سليمان (عليه السلام) .
و روي أن سليمان (عليه السلام) مر في موكبه بعابد من عباد بني إسرائيل فقال و الله يا ابن داود لقد آتاك الله ملكا عظيما فسمعه سليمان فقال لتسبيحة في صحيفة المؤمن خير مما أعطي ابن داود ما أعطي ابن داود يذهب و إن التسبيحة تبقى .
و كان سليمان إذا أصبح تصفح وجوه الأغنياء و الأشراف حتى يجيء إلى المساكين و يقعد معهم و يقول مسكين من المساكين و كان مع ما فيه من الملك يلبس الشعر
[365]
و إذا جنه الليل شد يديه إلى عنقه فلا يزال قائما حتى يصبح باكيا و كان قوته من سفائف الخوص يعملها بيده و إنما سألك الملك ليقهر ملوك الكفر .
و كان إذا ركب حمل أهله و حشمه و خدمه و كتابه و قد اتخذ مطابخ و مخابز يحمل فيها تنانير الحديد و قدور عظام يسع كل قدر عشر جزائر و قد اتخذ ميادين للدواب أمامه فيطبخ الطباخون و يخبز الخبازون و تجري الدواب بين يديه بين السماء و الأرض و الريح تهوي بهم .
فسار من إصطخر إلى اليمن فسلك ملك مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال سليمان (عليه السلام) هذا دار هجرة نبي في آخر الزمان طوبى لمن آمن به و طوبى لمن اتبعه و رأى حول البيت أصناما تعبد من دون الله .
فلما جاوز سليمان البيت بكى البيت فأوحى الله إليه ما يبكيك قال يا رب أبكاني هذا نبي من أنبيائك و قوم من أوليائك مروا بي فلم يهبطوا و لم يصلوا عندي و لم يذكروك بحضرتي و الأصنام تعبد حولي من دونك فأوحى الله تعالى إليه لا تبك فإني سوف أملؤك وجوها سجدا و أنزل فيك قرآنا جديدا و أبعث منك نبيا في آخر الزمان أحب أنبيائي إلي و أجعل فيك عمارا من خلقي يعبدونني و أفرض على عبادي فريضة يدفون إليك دفوف النسور إلى وكورها و يحنون إليك حنين الناقة إلى ولدها و أطهرك من الأوثان .
و روي أن سليمان (عليه السلام) لما ملك بعد أبيه أمر باتخاذ كرسي ليجلس عليه للقضاء و أمر أن يعمل مهولا بديعا بحيث لو رآه مبطل ارتدع فعمل له كرسي من أنياب الفيلة و فصصوه بالياقوت و اللؤلؤ و الزبرجد و أنواع الجواهر و حففوه بأربع نخلات من ذهب شماريخها الياقوت الأحمر و الزمرد الأخضر على رأس نخلتين منهما طاوسان من ذهب و على رأس الأخريين نسران من ذهب بعضها مقابلا لبعض و جعلوا من جنبي الكرسي أسدين من الذهب على رأس كل واحد منهما عمودا من الزمرد الأخضر و قد عقدوا على النخلات أشجار كروم من الذهب الأحمر و اتخذوا عناقيد من الياقوت الأحمر بحيث يظل عريش الكروم و النخل و الكرسي .
و كان سليمان إذا أراد الصعود وضع قدميه على الدرجة السفلى فيستدير الكرسي كله بما فيه دوران الرحى المسرعة و تنشر تلك النسور و الطواويس أجنحتها و يبسط الأسدان أيديهما فيضربان الأرض بذنبيهما و كذلك كل درجة يصعدها سليمان (عليه السلام) فإذا
[366]
استوى بأعلاه أخذ النسران اللذان على النخلتين تاج سليمان (عليه السلام) فوضعاه على رأس سليمان ثم يستدير الكرسي بما فيه و يدور معه النسران و الطاوسان و الأسدان مائلات برءوسها إلى سليمان ينفخن عليه من أجوافها المسك و العنبر ثم تتناول حمامة من ذهب قائمة على عمود من جوهر من أعمدة الكرسي التوراة فيفتحها سليمان و يقرؤها على الناس و يدعوهم إلى فصل القضاء و يجلس علماء بني إسرائيل على الكراسي من الذهب المفصصة بالجوهر و هي ألف كرسي عن يمينه و تجيء عظماء الجن و تجلس على كراسي الفضة على يساره و هي ألف كرسي حافين جميعا به ثم تحف به الطير فتظلهم و تتقدم إليه الناس للقضاء فإذا دعا البينات و الشهود لإقامة الشهادات دار الكرسي بما فيه مع جميع ما حوله دوران الرحى المسرعة و يبسط الأسدان أيديهما و يضربان الأرض بذنبيهما و ينشر النسران و الطاوسان بأجنحتها فيفزع منه الشهود و يدخلهم من ذلك رعب و لا يشهدون إلا بالحق .
روي هذا كله في كتاب تنبيه الخاطر .